9 يونيو، 2025
فلسطين

أزمة النزوح والمأساة الطبية في شمال قطاع غزة

وفي ظل النزوح المتواصل شمال قطاع غزة، قامت الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا بإجلاء المرضى والأطفال الخدج بشكل طارئ وسط ظروف خطرة تزامنت مع إطلاق النار والقصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. مع تصاعد العمليات العسكرية، أصبح المستشفى محاصراً بالكامل، ولم يعد بالإمكان الوصول إلى مستشفيين آخرين في الشمال بعد أوامر الإخلاء التي فرضها الاحتلال، مما زاد من معاناة السكان وعجزهم عن الحصول على الرعاية الطبية.

تزامناً مع هذا الوضع المتأزم، شهدت المناطق الشمالية موجة نزوح جماعي للسكان الذين هربوا باتجاه الجنوب، بحثًا عن ملاذ آمن يوفر لهم بعضًا من مقومات الحياة الأساسية. فمع استمرار القصف والتوغل العسكري لقوات الاحتلال، باتت هذه المناطق غير صالحة للسكن، حيث تتعرض بشكل متكرر للقصف المدفعي ونيران الدبابات، مما دفع الأهالي إلى اتخاذ قرار النزوح بشكل جماعي.

السكان الفارون من الشمال يتوجهون جنوبًا على أمل العثور على الأمان والاستقرار، حيث يرون في هذه المناطق فرصة للحصول على الإمدادات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي أصبحت شحيحة في الشمال. العديد من النازحين يشيرون إلى أن الظروف في مناطقهم لم تعد قابلة للحياة، فقد اضطروا لترك منازلهم والتوجه جنوبًا بعدما سمعوا أن هناك مراكز إيواء قد توفر لهم الحماية والضروريات الأساسية.

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، يعبر الكثير من النازحين عن قلقهم من المستقبل، حيث يأملون أن تنتهي العمليات العسكرية قريبًا ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم واستعادة حياتهم الطبيعية. لكن الواقع يشير إلى استمرار الأزمة، مما يجعلهم يعيشون في حالة من الترقب والخوف، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة.

المنظمات الدولية، مثل الأونروا، حذرت من تدهور الوضع الإنساني بشكل متسارع في القطاع، خاصة مع النقص الحاد في الإمدادات الأساسية وانتشار الجوع. وأشارت إلى أن بعض المراكز قد اضطرت إلى الإغلاق، وأن الحملة الطبية لتطعيم الأطفال أصبحت مهددة هي الأخرى بسبب العنف المستمر.

ورغم كل هذه التحديات، يبقى الأمل هو المحرك الرئيسي للسكان الذين يواصلون النزوح جنوبًا بحثًا عن الأمان. هم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية الأزمة على أمل العودة إلى منازلهم وإعادة بناء حياتهم من جديد.