9 يونيو، 2025
فلسطين

أسرة من النازحين تروي تفاصيل رحلة الرعب من شمال غزة إلى جنوبها

روت أسرة فلسطينية من مدينة غزة لوكالة أسوشيتد برس، تفاصيل رحلة الموت التي خاضها أفرادها بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال الالإحتلالية على مغادرة منزلهم، لتقوم العائلة برحلة نزوح مرعبة عبر مناطق الحرب، وصولا إلى مدينة رفح جنوبي القطاع.

لم يكن نقص الطعام هو الذي دفع هبة الحداد وعائلتها إلى مغادرة منزلهم في مدينة غزة. كان لديهم مصدر للمياه النظيفة ويمكنهم العيش على البازلاء المسلوقة، تحت القصف المتواصل. شعروا أن إختباءهم أسفل سلالم المنزل ستحميهم حتى في حالة الإصابة المباشرة بمبناهم.

وحتى مشاهدة الجنود وهم يجبرون الجيران على مغادرة منازلهم – بعضهم بملابسهم الداخلية، والبعض الآخر تم سحبهم على ما يبدو للاحتجاز – لم يقنع الحداد بمغادرة حي الرمال، الذي كان ذات يوم أرقى أحياء مدينة غزة، ولكنه أصبح الآن عبارة عن جحيم من المباني المدمرة والشوارع المليئة بالأنقاض.

أظهر لهم الجنود الطريق الذي يجب اتباعه على خرائط جوجل وأخبروهم كيف يسيرون: امرأة تحمل عصا مضيئة يجب أن تقود المجموعة، وامرأة أخرى في الخلف، والرجال والأطفال وكبار السن في الوسط. قالوا إن التلويح بالعصى المضيئة عند الاقتراب من نقطة التفتيش في الظلام يعني للجنود في أنهم قد تم فحصهم.

وسُمح لهم بأخذ دراجة لحمل بعض الحقائب وكرسي متحرك لحماة الحداد. ولكن ثبت أنه من المستحيل دفع الكرسي المتحرك في الطرق المليئة بالمتعلقات الشخصية التي لم يعد بإمكان النازحين الآخرين حملها، فيضطرون إلى تركها في الطرقات.

والآن في رفح، يتجمعون في منزل مع إخوتها وزوجاتهم وأطفالهم – أكثر من 15 شخصاً، ينام خمسة منهم في غرفة واحدة.

وقال الحداد إنهم يفكرون في المكان الذي سيتوجهون إليه إذا هاجمت القوات الالإحتلالية رفح، حيث يتجمع أكثر من 1.2 مليون شخص . وقالت إنهم يجمعون الأموال لشراء وسيلة للخروج من غزة  بهدف «إنقاذ مستقبل الأطفال».