استمرار التصعيد في غزة: تهديد لحكم حماس وسيطرة إسرائيلية على نقاط استراتيجية
في ظل التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وحماس، تتواصل العمليات القتالية على مدار الساعة، ويبدو أن إسرائيل لن تتوقف حتى تحقق أهدافها المعلنة بتدمير القدرات العسكرية لحماس والسيطرة على غزة بشكل كامل. منذ بداية الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، تتوالى الضربات الجوية والعمليات البرية على غزة، وقد أدت إلى تدمير واسع في البنية التحتية وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.
يسيطر الجيش الإسرائيلي على نقاط استراتيجية حيوية في القطاع، بما في ذلك معبر رفح والممرات الرئيسية والأحياء السكنية. هذه السيطرة تجعل من الصعب على حماس تنفيذ عملياتها العسكرية كما كانت تفعل في السابق. الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أعلنت عن نيتها في الاحتفاظ بهذه المناطق لفترة طويلة، بهدف منع عودة تهديدات حماس وتعزيز الأمن الإسرائيلي.
ومع تزايد الضغوط العسكرية، يشهد حكم حماس في غزة تحديات غير مسبوقة. قدرتها على الحفاظ على سيطرتها تتضاءل يومًا بعد يوم، خاصة مع نقص الدعم الداخلي وتزايد الانتقادات الدولية لاستخدامها المباني المدنية لأغراض عسكرية. استخدام حماس للأماكن السكنية لتخزين الأسلحة وإخفاء المقاتلين والحطوفين أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بشكل كبير، ما أثار استياء واسعاً بين سكان غزة وأدى إلى تدهور الوضع الإنساني في القطاع بشكل كبير.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تتزايد الضغوط على حماس من الداخل والخارج. تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار وإنهاء العنف، لكن حتى الآن، لا تبدو هناك بوادر لإنهاء الصراع في الأفق. الحكومة الإسرائيلية مستمرة في حملتها العسكرية وتقول إنها ستستمر حتى تحقيق أهدافها الأمنية.
تواجه حماس الآن معضلة كبيرة، فبينما تسعى للحفاظ على سيطرتها ومكانتها، تجد نفسها محاصرة عسكريًا وسياسيًا. ومع مرور الوقت، تزداد المخاطر على قدرتها في الاستمرار في الحكم، فيما تواصل إسرائيل عملياتها بهدف بسط سيطرتها على غزة ومنع أي تهديد مستقبلي. في هذا السياق، يبقى سكان غزة هم الضحية الكبرى لهذا الصراع المستمر، حيث يعيشون في ظروف إنسانية صعبة ويعانون من نقص في الخدمات الأساسية والأمان.