استهداف جيش الاحتلال للصرافين: قطع شريان التمويل فصائل المقاومة
في صباح يوم الخميس، 18 يوليو، تم قصف الصراف تحسين عماد النديم أثناء قيادته سيارته في منطقة دير البلح بوسط قطاع غزة على يد القوات الجوية الصهيونية. وقد قُتل معه في السيارة اثنان من الصرافين الذين يعملون معه في مكتب الصرافة “القاهرة” التابع لعائلة الدان، والذي يمتلك فروعًا متعددة في القطاع وخارجه. وقد استهدفته القوات بسبب تورطه في نقل الأموال إلى المقاومة الإسلامية والجهاد الإسلامي.
وقد أُعلن أن مكتب الصرافة هذا قد تم اعتباره منظمة غير شرعية من قبل الجهات الأمنية في الغرب بسبب تورطه في نقل ملايين الشواكل إلى فصائل المقاومة في قطاع غزة. ويُعد تحسين النديم ليس الأول من نوعه الذي يتعرض لهذا المصير في القطاع، وربما لن يكون الأخير.
وفي الأشهر الأخيرة، تم استهداف صرافين وعاملين في مجال المال في قطاع غزة. ففي الأشهر القليلة الماضية، نُفذت هجمات ضد خمسة صرافين يعملون مع الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية، بالإضافة إلى استهداف مكتبين للصرافة في القطاع. وكان أبرز الذين تم استهدافهم صبحي بروانة، وهو ناشط بارز في المقاومة تورط مع شقيقه في مكتب الصرافة “المست” الذي نقل عشرات الملايين من الدولارات للجناح العسكري للمقاومة.
وقد تم قتل بروانة في وسط رفح على يد القوات الجوية الصهيونية. كما تم تصفية ناشط مالي آخر، محمد جودة، الذي تورط بشكل مباشر في تهريب معدات قتالية وتجهيزات لاستخدامها في إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة. وخلال الحرب، لعب دورًا محوريًا في نقل الأموال من مختلف الصرافين في القطاع، وجمع الأموال وتوزيعها على الناشطين العسكريين.
وصُفي صراف آخر، ناصر يعقوب جابر ناصر، الذي كان مديرًا لمكتب الصرافة “ابن خلدون” في رفح. وكان هذا المكتب ينقل الأموال لأغراض المقاومة ضد المدنيين الصهاينة. وقد عمل ناصر على تحويل الأموال بشكل كبير لصالح المقاومة.
يعمل الصرافون بطرق قد تبدو مشروعة تمامًا، حيث يمتلكون مكاتب للصرافة في أنحاء القطاع، تُشبه متاجر الصرافة التي يمكن من خلالها تحويل الأموال. وتتيح لهم هذه المكاتب استقبال العملاء بسهولة وبشكل مريح، إدارة تحويل الأموال، وتخزين الأموال النقدية في خزائنهم.
في الواقع، بدأت هذه المكاتب تُستخدم من قبل الصرافين منذ بداية القتال كجزء من البنية التحتية التي تتيح لهم تنفيذ أنشطتهم. وقد شنت قوات جيش الاحتلال غارات عليها أو استهدفتها من الجو.