اغتيال هنية: تعقيد الأوضاع ووضع السنوار في موقف ضعيف
اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في غارة منسوبة للاحتلال بطهران، أحدث صدمة كبيرة وأثر بشكل مباشر على ديناميات الحركة. هذا الاغتيال تسبب في تعطيل صفقة إعادة الرهائن ووقف القتال في غزة، مما وضع يحيى السنوار في موقف الخاسر في الصورة الحالية.
وفقًا للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فإن إيران ستجعل الاحتلال “يندم” على هذه الفعلة الجبانة، مؤكدًا أن استشهاد هنية سيعزز العلاقات بين طهران وفلسطين والمقاومة. وأعلنت حماس أن هذه الضربة لن تمر دون رد، مشيرة إلى أن الاغتيال في طهران كان ضربة مؤلمة للنظام الأمني الإيراني.
من جهة أخرى، يعتقد محللون أن اغتيال هنية جاء في توقيت حساس لتعطيل جهود التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية وتحرير الرهائن. في صحيفة هآرتس، يرى احد الكتاب أن الاغتيال كان يهدف إلى إضعاف معنويات حماس وزيادة الضغط على الحركة، مما يجعل السنوار يواجه تحديات أكبر في إدارة الأزمة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن قلقه من أن هذه العملية قد تؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة، مشددًا على أن تنفيذ العملية في طهران قد يشعل فتيل الحرب الإقليمية التي كان يحاول تجنبها. كما أشار إلى أن التوقيت السيئ للاغتيال قد يعطل الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية.
في سياق متصل، أكد احد الكتاب في صحيفة الشرق الأوسط أن اغتيال هنية قد يؤدي إلى دورة من الانتقام والتصعيد بين الأطراف المختلفة، مما يعقد الأوضاع أكثر. يشير الكاتب إلى أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لأي سيناريو، بينما تتوعد إيران بالرد المناسب، مما يزيد من احتمالات مواجهة إقليمية واسعة.
في النهاية، يتضح أن اغتيال إسماعيل هنية لم يؤدِ فقط إلى تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، بل وضع حماس وقائدها يحيى السنوار في موقف صعب ومحدود الخيارات. الرد الإيراني المتوقع والتوترات المتزايدة تضع المنطقة على حافة مواجهة جديدة قد تكون أكثر دموية وخطورة.