9 يونيو، 2025
فلسطين

الأزمة الإنسانية في غزة: تصاعد المعاناة وتجاهل حماس للواقع المرير


الأوضاع في غزة تزداد تعقيداً وخطورة مع كل يوم يمر. الصراع الذي اندلع في السابع من أكتوبر، بمبادرة من حماس ضد إسرائيل، لم يجلب سوى الدمار والمعاناة لسكان القطاع. هذه الحرب أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثين ألف مواطن ونزوح أكثر من مليون ونصف المليون شخص، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها المنطقة.

تفاقم الأزمة الإنسانية
الدمار الشامل للبنية التحتية، من مستشفيات، مدارس، مرافق عامة وخاصة، ترك الكثيرين بلا مأوى أو مصدر دخل، في ظل اقتصاد متهالك بالفعل. النظام الصحي المنهك قبل الحرب أصبح الآن على شفا الانهيار، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يعرض حياة الكثيرين للخطر، خصوصًا الأطفال والمسنين.

حماس والمفاوضات
في مواجهة هذه الأزمات، يبدو أن حماس تعالج المفاوضات بمنطق اللعب بالزمن. المفاوضات، التي كان يمكن أن تفضي إلى تخفيف الحصار أو فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، تُستخدم كأداة لتعزيز المواقف السياسية بدلاً من حل الأزمات. الشعب الغزاوي، الذي يعاني بالفعل من ويلات الحرب والحصار، يجد نفسه ضحية لأجندات سياسية تتجاهل الحاجة الماسة للإغاثة والدعم.

دور المجتمع الدولي
أمام هذه الكارثة، يبرز الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع الدولي. هناك حاجة ملحة لتدخل دولي فعّال يضمن إيصال المساعدات الإنسانية ويدعم جهود إعادة الإعمار. المنظمات الدولية والدول المانحة يجب أن تعمل على تطبيق ضغوط حقيقية على جميع الأطراف لتسريع المفاوضات وتحقيق اتفاقيات تسمح بالتعافي وإعادة البناء.


الأزمة في غزة ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي مأساة إنسانية تستدعي تحركًا عاجلاً. يجب على حماس أن تعيد النظر في أولوياتها، وتضع معاناة الشعب فوق الاعتبارات السياسية. الحلول الطويلة الأمد تتطلب تعاونًا حقيقيًا والتزامًا من جميع الأطراف بما في ذلك اللاعبون الدوليون لضمان أن يتمكن سكان غزة من النهوض مجددًا في بيئة آمنة ومستقرة.