الحرب الدائرة في غزة: المدنيون يدفعون الثمن
أدى الصراع المستمر بين الاحتلال وحماس مرة أخرى إلى لفت الانتباه إلى قطاع غزة، والذي كان مركزًا للصراع لعقود. مع استمرار تصاعد الموقف، يتضح بشكل متزايد أن ثمن الحرب باهظ، وأن المدنيين الأبرياء هم من سيدفع الثمن.
تسببت الضربات الجوية الإسرائيلية وهجمات حماس الصاروخية في أزمة إنسانية في غزة، حيث قتل مئات الأشخاص وجرح الآلاف. تفاقم الوضع المتردي بالفعل بسبب تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمباني السكنية، مما ترك الآلاف بلا مأوى وبدون الحصول على الضروريات الأساسية مثل الطعام والماء.
بينما تتحمل حكومة الاحتلال مسؤولية حماية مواطنيها، يجب عليها أيضًا أن تدرك تأثير أفعالها على المدنيين الأبرياء في غزة. وبالمثل، يجب على حماس أن تفهم أن أفعالها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة للأشخاص الذين تدعي أنهم يمثلونهم.
في هذا السياق يصبح دور حكومة غزة حاسمًا. بصفتها السلطة ذات السيادة في غزة، من واجب الحكومة تحمل المسؤولية عن مواطنيها وكبح جماح أولئك الذين يسعون إلى استخدام العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم.
بينما تكافح حكومة غزة من أجل الحفاظ على سيطرتها على المنطقة، يجب أن تدرك أن تكلفة التقاعس عن العمل باهظة للغاية. لقد حان الوقت للحكومة لاتخاذ إجراءات حاسمة وإثبات أنها دولة ذات سيادة مسؤولة وخاضعة للمساءلة.
وهذا يعني قمع العنف والإرهاب والعمل على إعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الصراع، والاستثمار في الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لمواطنيها. كما يعني العمل مع الشركاء الدوليين لإيجاد حل سلمي ودائم للصراع.
كما يجب على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره. لا يكفي مجرد إدانة العنف والدعوة إلى وقف إطلاق النار. يجب على المجتمع الدولي العمل على معالجة الأسباب الجذرية للصراع ودعم حكومة غزة في جهودها لبناء مستقبل مستدام وسلمي لشعبها.
في نهاية المطاف، ثمن الحرب باهظ للغاية، والمدنيون الأبرياء هم من سيدفعون الثمن الباهظ. لقد حان الوقت لأن تدرك جميع الأطراف ذلك وأن تعمل من أجل حل سلمي ودائم يضمن سلامة ورفاهية جميع من يعتبرون غزة وطنهم.