الشمال: نزوح لا مفر منه
شمال قطاع غزة يشهد أوضاعًا مأساوية بسبب العمليات العسكرية المتواصلة التي حولت المنطقة إلى ساحة معارك خطيرة. مناطق مثل بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا تتعرض لقصف مكثف، مما جعل الحياة هناك شبه مستحيلة. القصف المستمر والانهيار الكامل في الإمدادات الأساسية من غذاء وماء وخدمات صحية جعل المنطقة غير قابلة للسكن، ووجود المدنيين فيها بات يشكل خطرًا كبيرًا على حياتهم. في ظل هذه الظروف القاسية، ليس هناك مجال للبقاء بأمان في هذه المناطق، حيث يتعرض السكان لخطر دائم ومباشر من القصف وتدهور الوضع المعيشي.
النزوح بات الحل الوحيد أمام المدنيين للبحث عن الأمان. وعلى الرغم من الصعوبات التي قد تواجه النازحين أثناء انتقالهم إلى المناطق الجنوبية، يبقى النزوح الخيار الضروري للنجاة. الانتقال إلى مناطق أقل تعرضًا للعمليات العسكرية يمثل فرصة للهرب من دائرة الخطر التي تهيمن على شمال القطاع. في النهاية، الهروب من هذه المناطق المحاصرة هو السبيل الوحيد للحفاظ على الحياة في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي تشهدها هذه المناطق.
الوضع في غزة ككل يزداد سوءًا مع استمرار الحصار والعمليات العسكرية. أكثر من 1.9 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية الطارئة، وتدهور الوضع الصحي بشكل كبير نتيجة انهيار أنظمة الصرف الصحي وتراكم النفايات. المياه النظيفة نادرة، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، في حين يعيش مئات الآلاف من الأشخاص في ظروف إنسانية صعبة، تتطلب تدخلًا عاجلًا للتخفيف من هذه الأزمة المتفاقمة