تحليل: إسرائيل ومأزق الرهائن في غزة – أي مخرج للصراع؟
تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، يختبئ في شبكة أنفاق معقدة بالقرب من “أقفاص” يعتقد أنها تحوي رهائن إسرائيليين في منطقة خان يونس. هذه التحركات لا تعكس فقط تكتيكًا عسكريًا تقليديًا بقدر ما تجسد لعبة أخطر على مستقبل الصراع في المنطقة. فما يبدو أنه تحصن للقيادة في غزة خلف هؤلاء المحتجزين، لا يمكن قراءته إلا ضمن سياق أوسع، حيث الرهائن باتوا الورقة الوحيدة القادرة على وقف الآلة العسكرية الإسرائيلية.
الأنفاق والرهائن: معادلة الحياة والموت
في الوقت الذي تتصاعد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تعزز قيادة حماس من اعتمادها على شبكة الأنفاق التي لم تعد مجرد وسيلة للاختباء، بل تحولت إلى خط الدفاع الأخير. الرهائن المحتجزون في هذه المواقع تحولوا من ضحايا إلى أدوات حماية غير تقليدية، حيث تضمن وجودهم ترددًا دوليًا وإقليميًا في تنفيذ أي هجوم حاسم. في الوقت ذاته، فإن هذه الاستراتيجية، رغم ما تبدو عليه من ذكاء تكتيكي، تدفع المنطقة إلى مزيد من التأزيم، ما يجعل الرهائن بين الحياة والموت، بانتظار اللحظة التي تنقلب فيها الsمعادلة.
إسرائيل: الحملة العسكرية والحسابات المعقدة
تبدو الصورة واضحة، لكن الحلول غامضة. إسرائيل لا تستطيع ولا ترغب في وقف عملياتها العسكرية قبل استعادة الرهائن بأي ثمن. الحملة العسكرية الحالية ليست فقط محاولة لتدمير البنية التحتية لحماس، ولكنها تتضمن أيضًا رسالة واضحة: إسرائيل لن تتوقف حتى تعيد مواطنيها.
الأبعاد الإنسانية والسياسية
في حين أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تشدد الخناق على القطاع، فإن المأساة الإنسانية تتفاقم بشكل غير مسبوق. يُضاف إلى ذلك أن احتجاز المدنيين كرهائن واستخدامهم كدروع بشرية يمثل قمة التناقض مع القوانين والأعراف الدولية. العالم يراقب، والضغوط على القيادة الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء تتزايد، ولكن المعادلة واضحة: الرهائن هم المفتاح. المجتمع الدولي، على الرغم من المناشدات العديدة لوقف إطلاق النار، لا يملك أداة حقيقية للضغط على الأطراف بقدر ما يملكه ملف الرهائن من قدرة على تشكيل المسار القادم للصراع.
الخلاصة: صفقة الرهائن هي الحل الوحيد لنهاية الحرب
مع استمرار العمليات العسكرية وتزايد أعداد الضحايا، يتضح أن حماس تراهن على أن الرهائن سيجبرون إسرائيل على التفاوض. أما إسرائيل، ورغم قوتها العسكرية، تدرك أن الحل لا يمكن أن يكون ميدانيًا بالكامل. في النهاية، قد تكون الصفقة بشأن الرهائن هي الحل الوحيد القادر على إنهاء هذا الفصل الدموي من الصراع.