تحليل ديناميكيات السلطة في غزة: دور حماس وآفاق المستقبل
قطاع غزة، بيئة سياسية تتسم بالتعقيد والتحديات المتعددة، حيث تتداخل الديناميكيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل معقد. وفي هذا السياق، تلعب حماس دوراً محورياً في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في القطاع، وتترتب على ذلك تأثيرات كبيرة على الحكم المستقبلي وآفاق السلام.
دور حماس في غزة
تأسست حماس كحركة إسلامية مقاومة في أواخر الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين، لعبت دوراً بارزاً في المشهد السياسي في غزة. توصلت حماس إلى السلطة في القطاع في عام 2007 بعد صراع مع السلطة الفلسطينية، مما أدى إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية. منذ ذلك الحين، حافظت حماس على سيطرتها على غزة، وتمكنت من بناء هياكل حكم وإدارة دولية.
سلطت مجلة “فورين بوليسي” الضوء على مصير حركة حماس بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، موضحة أن المؤشرات على المدى الطويل تدل على أن مصيرها سيظل مرتبطا بالقضية الأوسع المتمثلة في دور إيران في الشرق الأوسط.
وترى المجلة في تحليل نشرته الثلاثاء، أن الارتباط المستقبلي بين إيران وما تبقى من حماس سوف يلقي بظلاله على أي سيناريوهات قصيرة أو متوسطة المدى في الحرب بين حماس وإسرائيل.
وتتوقع المجلة أن حماس لن تختفي من المعادلة بمجرد انتهاء الحرب على غزة، وستظل حماس أيا كان شكلها في المستقبل تلعب دورا ولو ثانويا في حكم غزة يقبله العرب والإسرائيليين.
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها غزة، يبقى دور حماس حاسمًا في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في القطاع، ويتوقف مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة بشكل كبير على قدرة الأطراف المعنية، بما في ذلك حماس، على التوصل إلى حلول شاملة ومستدامة للقضايا الرئيسية وتحقيق السلام والاستقرار المنشود في غزة وفلسطين ككل
مع ذلك، تظل حماس قوة سياسية هامة في المنطقة، وتمتلك قدرة كبيرة على التأثير على مستقبل القطاع وآفاق السلام. فإلى جانب مواصلة الجهود الدولية لرفع الحصار عن القطاع، يجب على حماس أيضًا الالتزام بالتسوية السياسية والبحث عن سبل لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في غزة.