تخوفات في الشارع الغزاوي من استمرار الحرب وانشغال الإعلام بالانتخابات الأميركية
مع اشتداد الصراع واستمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، يعيش الشارع الغزاوي حالة من القلق والخوف من مستقبل غامض. تتزايد المخاوف بين المواطنين مع تواصل الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية، في ظل انشغال الإعلام العالمي بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
في الشوارع والمقاهي وحتى داخل المنازل، يعبّر أهالي غزة عن قلقهم المتزايد إزاء ما يعتبرونه تجاهلاً دوليًا لقضيتهم، حيث يسيطر موضوع الانتخابات الأميركية على عناوين الأخبار، ويحتل مساحة كبيرة من اهتمامات وسائل الإعلام العالمية. هذه المخاوف ليست وليدة اللحظة، بل جاءت بعد تراكم سنوات من الصراع والتجاهل، لتبرز اليوم مع زيادة التوتر وانعدام الحلول.
الأميركيون مشغولون بالانتخابات.. وغزة تدفع الثمن
يتساءل الكثير من المواطنين الغزاويين: هل سيظل وضعنا كموضوع ثانوي على الساحة الدولية؟ في نظرهم، يبدو أن انشغال العالم بما يجري في الولايات المتحدة يعطي إسرائيل مساحة للتحرك بحرية تامة على حساب معاناة الفلسطينيين. يستمر القصف والتدمير، ويستمر سقوط الضحايا، بينما تُغلق معظم الأبواب الدولية ويقلّ الضغط على إسرائيل للحد من هجماتها أو البحث عن حلول حقيقية.
الانتخابات الأميركية هي بالفعل محط اهتمام عالمي، نظرًا لتأثير السياسة الأميركية على قضايا العالم، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ومع ذلك، فإن الانشغال الحالي للولايات المتحدة بانتخابات داخلية يُنظر إليه من قبل أهالي غزة كإشارة على فقدان الأمل في الحصول على تدخل دولي فعّال في الوقت الحالي.
تخوفات من عودة ترامب وأثر ذلك على القضية الفلسطينية
كثيرون في الشارع الغزاوي يتحدثون عن تأثير عودة الرئيس السابق دونالد ترامب المحتمل إلى البيت الأبيض، خصوصًا أن سياساته السابقة كانت تصب بشكل كبير في مصلحة إسرائيل، على حساب حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس ودعمه القوي للتوسع الاستيطاني. بالنسبة للفلسطينيين، كان لهذه السياسات أثر سلبي كبير، خاصة في ظل الافتقار لخطوات جدية لدفع عملية السلام أو التخفيف من حدة الصراع.
يقول أحد المواطنين من غزة: “الأميركيون مشغولون بانتخاباتهم، بينما نحن نُدفع الثمن. إذا عاد ترامب، فستكون هذه كالصاعقة علينا، ستكون نهايتنا رسمياً. إسرائيل ستستغل الأمر لتواصل سياستها وتوسّع نفوذها في ظل انشغال العالم”.
بين الخوف والأمل.. هل من حلول؟
يشعر أهالي غزة أن مجتمعهم يعاني في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية خانقة، بينما يقف العالم متفرجًا، منشغلاً بمصالحه الخاصة. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك أمل لدى الكثيرين في أن يؤدي تصاعد التوترات الحالية إلى تحرك عربي ودولي يعيد قضيتهم إلى الواجهة.
لكن الأمل في الحلول ما زال ضعيفاً، خاصة مع غياب الدور الدولي وضغط الإعلام العالمي على إسرائيل. في ظل هذه الظروف، يعيش الشارع الغزاوي يومه بين خوفه من المستقبل ورغبته في تحقيق الأمان والسلام، وسط تساؤلات كثيرة دون إجابات واضحة.