تلاشي الحماس الشعبي لإحياء ذكرى تأسيس حماس في غزة: بين أولويات البقاء والاستعراضات السياسية
في ظل ما يعيشه قطاع غزة من دمار متواصل، وأزمات اقتصادية خانقة، وفقدان أبسط مقومات الحياة، باتت فعاليات ذكرى تأسيس حماس تواجه تراجعًا واضحًا في التفاعل الشعبي. المشهد الذي اعتاد أن يكون مليئًا بالحشود بات الآن يعكس برودًا ولامبالاة تعكس تغيرات في أولويات الناس، الذين أصبح همّهم الأول البحث عن حلول لمشاكلهم المعيشية المتفاقمة، بعيدًا عن الاستعراضات والاحتفالات السياسية.
الاحتفاء بهذه الذكرى لم يعد يعني للكثيرين سوى هدر للموارد التي يمكن أن تخفف من وطأة معاناتهم اليومية. فالسكان الذين يعيشون في ظروف من النزوح والعيش في خيام تفتقر لأبسط مقومات الكرامة، يرون أن ما ينفق على هذه الفعاليات كان يمكن توجيهه لتوفير الغذاء، الدواء، والخدمات الأساسية. حالة الإحباط باتت جلية، حيث تتكرر الدعوات لتوجيه الاهتمام نحو إيجاد حلول حقيقية للأزمات المتفاقمة بدلًا من الاستمرار في تنظيم فعاليات لا تخدم احتياجاتهم الملحة.
كما أن إقامة مسيرات خارج قطاع غزة لإحياء هذه الذكرى أثارت استياءً واسعًا. هذه الفعاليات تُرى كنوع من الانفصال عن واقع القطاع الذي يعاني من ويلات الحصار والدمار. مطالبات عديدة برزت تطالب بإلغاء هذه المسيرات وتوجيه الموارد لدعم الفقراء والنازحين، في وقت باتت فيه الأوضاع لا تحتمل المزيد من الخطابات والشعارات الجوفاء.
هذا التراجع في التفاعل يعكس فجوة متزايدة بين الشعارات والواقع المُعاش، ويطرح تساؤلات حول أولويات المرحلة المقبلة ومدى قدرة الجهات المسؤولة على تحقيق تغيير حقيقي يُعيد الأمل لأبناء القطاع.