تواجه غزة صعوبة في رؤية مستقبل جيد في الأفق – قصة من غزة
بينما يتواصل القتال ويتقدم جيش الاحتلال، تحاول كتائب القسام إثارة المقاومة، ويحاول سكان غزة البقاء على قيد الحياة. ولا يبدو أن هناك حلاً قريباً لمستقبل المنطقة، وخاصةً لسكان قطاع غزة.
اليأس يسود قطاع غزة، وسكان القطاع في جهد يومي متواصل للنجاة من الكارثة والحفاظ على حياة أسرهم وأطفالهم. إن غزة قبل أربعة أشهر هي ذكرى بعيدة في أذهان السكان النازحين الذين يدركون ببطء أن الذاكرة هي كل ما سيتبقى لهم من حياتهم كما كانوا قبل الحرب.
يقول المواطن الغزاوي: “أنا وابني نحاول العودة إلى المنزل، لنرى ما بقي، في الطريق تهددنا دبابة ونغير الاتجاه ونسير مسافة أطول. العديد من الأماكن التي لم نتعرف عليها، فقد اختفوا وتحطموا وانهاروا. في أحد الأزقة قوة من جنود جيش الاحتلال فعدنا مرة أخرى لنغير الطريق, مررنا بمنزل عمتي وكان مظلم, دليل على وجود جنود جيش الاحتلال وكما يبدو هم موجودون في كل مكان.
لم نتمكن من العودة إلى المنزل ولكننا رأيناه من بعيد مدمرًا ومكسورًا. لم يعد المنزل منزلاً وربما لن يكون كذلك أبدًا. ليس في قلوبنا خوف، بل هناك هم كبير, ان ألا نعود إلى حياتنا كما عرفناها، لا إلى البيت، ولا إلى الروائح، ولا إلى طبخ زوجتي. القليل الذي كان كافياً ولكنه الآن غير موجود أيضاً.
نحن أشخاص عاملون، لكن لا أستطيع أن أتخيل كيف سنعيد بناء هذا المكان ومتى سيحدث ذلك. هناك أصدقاء وعائلة يريدون فقط الخروج من هنا وعدم العودة أبدًا. إنهم يريدون أن يمنحوا أطفالهم مستقبلًا، وأن يعيشوا ليتعلموا كيفية بناء أسرة، للأسف, هذا لن يحدث هنا. الله يكون في عونا.”
وكما وصف ذلك المواطن، فإن الجيش الإسرائيلي يصل إلى كل مكان في القطاع ويحدث الدمار والقتل. سكان قطاع غزة ليس لديهم حقا مكان آمن، ويبدو أنه لا يوجد تاريخ انتهاء لهذه الحرب أيضا. كلما تمكنت من التفكير في المستقبل، كلما أدركت أن نهاية الحرب بعيدة المنال.
في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لا حديث عن وقف القتال، بالتأكيد ليس في المستقبل القريب، وهذا يعني أن أبعاد الدمار، التي لا يمكن تصورها اليوم، ستستمر في الاتساع. وإلى جانب عمليات القتل على يد جيش الاحتلال وغياب الحماية من قبل المقاومة، يصعب الوضع الإنساني اكثر، والوضع الصحي يزداد سوءا في ظل الوضع الصحي في غزة وما ينتج عنه من إصابات وأمراض. عدد متزايد من الضحايا.
وفي ظل هذا الوضع الذي لا يوجد فيه مستقبل أو أفق سياسي، يدعو مواطني غزة العالم إلى التحرك قبل فوات الأوان. يحتاج مواطني غزة إلى المساعدة الخارجية ولا يؤمنون بقدرتهم على إحداث التغيير. وينبع هذا الوضع من عدم وجود قائد بين المواطنين يبادر ويحدث التغيير. الخوف من المقاومة عظيم. سنوات من القمع للسكان في غزة أدت إلى عدم قدرتهم على أخذ مصيرهم بأيديهم والوقوف في وجه كل من يمسهم، سواء كان جيش الاحتلال أو المقاومة.