حركة حماس: تصدعات داخلية ومعاناة متفاقمة في غزة
في خضم تزايد التصعيد العسكري على قطاع غزة، تواجه حركة حماس تحديات هي الأخطر في تاريخها، مع تصاعد التوترات الداخلية وتفاقم الأزمات الإنسانية التي يعاني منها السكان. يعتبر رحيل يحيى السنوار، القائد البارز في الحركة، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، مما كشف عن تصدعات داخل صفوف الحركة وأدى إلى حالة من الفوضى والتشوش بين قياداتها. يرى مراقبون أن هذا الوضع قد يُعجّل بنهاية عهد حماس، ويطرح تساؤلات ملحة حول قدرة الحركة على الاستمرار في حكم القطاع.
التصدع الداخلي وحالة عدم الاستقرار
يرى العديد من المتابعين أن تراجع تأثير قيادات مثل السنوار أدى إلى فراغ في القيادة وتزايد الانقسامات، حيث تجد حماس نفسها اليوم في مواجهة صعوبات هائلة في إدارة صفوفها والحفاظ على وحدة التنظيم. ومع تزايد الانتقادات الداخلية، تواجه الحركة اليوم أزمة ثقة متفاقمة من جانب السكان الذين يشعرون بأن أيامهم باتت أسوأ من أي وقت مضى، إذ لم يعودوا يجدون الأمان ولا الاستقرار في ظل قيادة الحركة. وبحسب تصريحات بعض السكان، فإن سياسات حماس اليوم تفتقر إلى رؤية واضحة، مما يزيد من حدة الأزمة داخل القطاع، ويعكس حالة الانهيار التنظيمي التي بدأت تطفو على السطح.
تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد المعاناة المدنية
عانى سكان غزة على مدى سنوات من الضغوط الحياتية المتفاقمة، لكن الوضع الحالي يعد الأكثر بؤساً منذ عقود، حيث تزداد حالات التشرد والنقص الحاد في الإمدادات الطبية والغذائية وسط تصاعد القصف الإسرائيلي. ويتهم البعض حركة حماس باستخدام الأحياء السكنية كمناطق تمركز دفاعية، مما يزيد من حجم الأضرار التي يتحملها المدنيون، ويعزز من معاناتهم اليومية. ويصف أحد السكان الوضع قائلاً: “حياتنا أصبحت تحت رحمة هذا النزاع، نعيش بلا كهرباء ولا ماء، وندفع الثمن الأكبر في هذا الصراع الذي لم نجلبه على أنفسنا”. ويبدو أن هذه الاستراتيجية التي تعتمدها الحركة باتت تزيد من العزلة الدولية لقطاع غزة، إذ تتعالى الأصوات الدولية مطالبةً بضرورة حماية المدنيين وإنهاء التصعيد داخل الأحياء السكنية.
المطالب الشعبية بضرورة التغيير والخلاص من الأوضاع المتردية
في مواجهة هذا الواقع المأساوي، بدأت تتزايد الدعوات في القطاع لضرورة التغيير وظهور حراك شعبي يطالب بإنهاء حكم حماس وفتح المجال أمام إعادة بناء القطاع وترميم ما يمكن ترميمه. يعبر الكثيرون عن استيائهم العميق من حالة الفوضى التي يعيشونها، مشيرين إلى أن مستقبلهم لم يعد واضحاً، خاصة في ظل السياسات التي تتبعها الحركة والتي يرى البعض أنها لم تساهم سوى في تفاقم معاناتهم. يؤكد بعض سكان غزة أن “التغيير بات ضرورياً، وأنهم بحاجة إلى من يقودهم نحو مستقبل أفضل وأكثر أماناً”.