9 يونيو، 2025
الشرق الاوسطفلسطين

حماس في مهب الريح: هل تقترب نهاية حكم الحركة في غزة؟

بعد أكثر من عقد من الزمن في الحكم، تعيش حركة حماس اليوم لحظاتها الأخيرة في السلطة، في ظل أزمة سياسية واقتصادية خانقة تعصف بقطاع غزة. الحرب الأخيرة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 خلفت دماراً هائلاً في البنية التحتية، مما جعل تقديم الخدمات الأساسية للسكان تحدياً يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من سكان غزة يعيشون الآن تحت خط الفقر، ويعانون من انعدام الأمن الغذائي والموارد الأساسية، مما يضع حماس في موقف حرج للغاية​
تواجه حماس ضغوطات هائلة، حيث يزداد الاستياء بين المواطنين بسبب عدم قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية. الإمدادات من الماء والكهرباء شبه معدومة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تحتاج غزة إلى سنوات طويلة لتعود إلى ما كانت عليه قبل النزاع، مما يثير تساؤلات حول قدرة حماس على الاستمرار في حكم المنطقة
في ظل الأزمات المستمرة، تعب المواطنون في غزة من حكم حماس، ويشعرون بتزايد الاستياء في الشارع. في محاولة لقمع هذه المشاعر، يقوم عناصر حماس باستهداف الأشخاص الذين يعبرون عن انتقادات للحركة، حيث يتم القبض عليهم وضربهم، وأحيانًا يُقتلون، تحت ذريعة أنهم “لصوص” أو “عملاء” للعدو. هذه التصرفات تعكس الشعور بالخوف الذي يعيشه المواطنون، كما تؤكد على الفوضى والقلق المتزايد الذي يعيشه المجتمع الغزي.

هذا السلوك لا يؤدي فقط إلى زيادة الاستياء من الحركة، بل يمكن أن يفاقم الأزمة السياسية التي تعاني منها حماس ويؤدي إلى تفكك أكبر في صفوفها، حيث يعبر الكثيرون عن رغبتهم في التغيير والبحث عن قيادة جديدة تمثل مصالحهم بشكل أفضل.​
تتجه حماس نحو فترة حرجة، حيث يبدو أن مستقبلها كقوة سياسية بات مهددًا بشكل متزايد. فقدت الحركة جزءًا كبيرًا من دعم المواطنين، الذين يرون في أزماتهم اليومية انعكاسًا لعجز قيادتهم. هذا الانفصال المتزايد بين الشعب وقيادته قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على استمرارية حماس. إذ يتساءل الكثيرون: هل تستطيع الحركة استعادة ثقة المواطنين؟ أم أنها ستبقى محاصرة في دوامة الأزمات التي تفتك بها وتدفعها نحو الانهيار؟
في ظل الأزمات المتزايدة وفقدان الثقة في القيادة، قد نشهد تحولًا لدى بعض العناصر في الحركة نحو الاستسلام دون قيادة واضحة. تشير بعض التقارير إلى أن بعض النشطاء قد بدأوا بتسليم أنفسهم إلى القوات الإسرائيلية، في خطوة تعكس حالة من اليأس والإحباط. هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تفكك التنظيم وزيادة الضغط على حماس، حيث تصبح غير قادرة على الحفاظ على نفوذها وسط تزايد الاستسلام بين أعضائها، مما يضع مستقبل الحركة تحت تهديد أكبر​
إذا استمرت حماس في نهجها الحالي دون إيجاد حلول فعالة للأزمات، فإن انعدام الاستقرار قد يؤدي إلى نهاية حكمها في غزة. لقد سقطت الحركة في فخ الفشل، حيث تزايدت الاحتجاجات ضدها، وفقدت دعم الشعب. مع كل يوم يمر، تتعمق الأزمات والانقسامات الداخلية، مما يجعل استمرار حماس في الحكم أمراً بعيد المنال. وقد يكون الوقت قد حان لتغيير القيادة وتقديم رؤية جديدة تعكس احتياجات الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو مستقبل أفضل