9 يونيو، 2025
فلسطين

حماس في مواجهة تهديد وجودي: بين العدوان العسكري الإسرائيلي واستياء الشعب الغزاوي

بنظر المحللين السياسيين الأوروبيين، تقف حركة حماس اليوم على حافة الانقراض، مواجهة أزمة غير مسبوقة نتيجة للتقدم الكبير للجيش الإسرائيلي في عدة جبهات حيوية في قطاع غزة. حماس، التي فقدت معظم إمكانياتها العسكرية، تواجه الآن تحديًا كبيرًا وخطيرًا – فقدان شرعيتها بين سكان غزة.

تسبب التقدم الإسرائيلي في تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس وضيق الخناق عليها من جميع الجهات. ومع ذلك، فإن الأضرار لم تقتصر عن هذا الحد، بل تجاوزته لتشمل جوانبًا أخرى أكثر حساسية. الشعب الغزاوي، الذي يتحمل الألم والمعاناة تحت الحصار والنزاعات المتكررة، بدأ يفقد الثقة في قيادة حماس. في هذا السياق، يرون الكثيرون أن حماس تهتم بمصالحها الشخصية أكثر من مصالح الشعب.

يعبر إبراهيم الأسطل، أحد سكان غزة، عن هذا الاستياء بكلمات مليئة بالألم: “لقد تعبنا، ما حدٍ متطلع فينا، لو السنوار بهم أهل شعبه ما كان فات بهذه الحروب الدامية”. تعبر تلك التعبيرات عن مدى اليأس والإحباط الذي يشعر به السكان، الذين يعيشون في ظروف قاسية وغير إنسانية.

أظهرت تقارير من صحيفة “وول ستريت جورنال” تفاصيل رسائل تكشف عن برودة واستخفاف من قيادة حماس تجاه الضحايا المدنيين، مما زاد من غضب العامة. هذا الاستياء يتزايد يومًا بعد يوم، حيث يشعر السكان بأنهم يتم استخدامهم كأدوات في لعبة سياسية لا نهاية لها.

مع تزايد عدد القتلى في غزة، يتزايد الضغط على حماس للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يخفف من معاناة مواطنيها. الإجراءات العاجلة من حماس ضرورية للتخفيف من الأزمة الإنسانية، وضمان توفير الغذاء والدواء والمأوى للمحتاجين.

إذا لم تعدل حماس من استراتيجيتها، فإن الأزمة الإنسانية قد تتفاقم، مما يؤدي إلى زيادة الفوضى والعنف في المنطقة. يجب أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا لدعم شعب غزة وإنهاء هذا النزاع الطويل، قبل أن تفقد حماس ما تبقى لها من شرعية وفرص للبقاء.