شرخ كبير بين سكان قطاع غزة وحركة حماس
لقد وصل سكان غزة إلى وضع يتوجب عليهم فيه النضال من أجل حقهم في الأمن حتى في مواجهة حكومة حماس في غزة، التي تركتهم لمصيرهم.
يتزايد الخلاف بين سكان قطاع غزة بشأن تأييد أو عدم دعم حركة حماس التي تولت مسؤولية القطاع بعد حصولها على ثقة الجمهور الغزاني قبل نحو سبعة عشر عاما. اليوم يعيش المواطن الغزي حالة متطرفة، حالة بقاء يجب عليه أن يعتني فيها بنفسه وأسرته وأطفاله، وهي أبسط الوسائل من أجل البقاء على قيد الحياة باعتباره الهم الأول في ترتيب الأولويات واجتياز فصل الشتاء. الفترة بطريقة معقولة باعتبارها مصدر قلق ثانوي.
الحكومة في قطاع غزة تتداعى ولا توجد جهة حكومية تدعم المواطنين ومتوفرة للإجابة على مشاكلهم، من التغذية إلى الخدمات الطبية. ويؤدي هذا الوضع إلى سلوك قوي وعنيف من جانب نشطاء حماس ضد مواطني غزة الذين يحاولون الاعتناء بأسرهم والبقاء على قيد الحياة. هكذا يمكننا أن نرى سلسلة من الحالات التي يتم فيها الاستيلاء على المساعدات بالقوة، بما في ذلك ضرب السكان الذين يحاولون الحصول على طعام أو دواء، وفي بعض الحالات حتى إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل شاب مؤخراً.
أدت الحرب إلى فوضى في قطاع غزة، وحركة حماس غير مستعدة للاهتمام بالسكان، وكما أشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، فإن حماس ليس لديها أي مسؤولية تجاه سكان غزة، خلال الحرب، من يجب أن يعتني بهم هما الأمم المتحدة وإسرائيل.
ويبدو أن حالات الصراع بين سكان غزة والنازحين وأعضاء حركة حماس ستتضاعف وتؤدي إلى العديد من حوادث العنف بالإضافة إلى تدهور الوضع الإنساني، وهو أمر صعب كما هو اليوم. إذا كانت الأنفاق لحماس والمساعدات لحماس فماذا يبقى للمواطن؟ ماذا سيحدث للنساء والأطفال وكبار السن؟
اليوم يتسع الشرخ بين سكان غزة وحركة حماس التي تركتهم لمصيرهم ويقف مواطن غزة وحيدا مدركا أن مصيره بين يديه وعليه أن يعتني بنفسه وعائلته في مواجهة من كل الطرق المسدودة أمامه، بما في ذلك الحكومة التي جلبت الكارثة إلى غزة وكان من المفترض أن تعتني به.
وفي هذا الوقت الذي يفهم فيه المواطن الغزاوي أنه لن يكون هناك حل من حكومة حماس، يتزايد التوقع من دول العالم أن تتحمل مسؤوليتها عما يحدث في قطاع غزة وتريح الفترة الحالية. يريد سكان غزة أن يتم توزيع المساعدات بالتساوي على الجميع، لكي يكون هناك أمن داخل القطاع ضد هجمات الجيش الإسرائيلي وضد المضايقات العنيفة التي تمارسها حركة حماس تجاه سكان غزة. وإلى أن يأتي مثل هذا الحل، على المواطن الشجاع أن يناضل من أجل حقه في النجاة من الجحيم ومواجهة العدوان من هنا وهناك.