9 يونيو، 2025
فلسطين

غزة بين الحصار والنسيان: معاناة المدنيين في صراع لا ينتهي

منذ بداية الحرب في غزة قبل عام، يعاني المدنيون في القطاع من أزمة إنسانية خانقة. القصف الجوي المستمر وتدمير المنازل أدى إلى تفاقم الفقر والجوع بشكل غير مسبوق. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تم تدمير حوالي 30% من البنية التحتية في غزة، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن النسبة قد تصل إلى ما بين 50 و61%. الأحياء، المدارس، والمساجد تحولت إلى أنقاض، مما جعل الحياة شبه مستحيلة لأكثر من مليوني شخص يعيشون في هذا الشريط الضيق.

بسبب الحصار الإسرائيلي الكامل، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل، مما أدى إلى انقطاع المياه الصالحة للشرب وتوقف محطات تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي. هذه الظروف تعرض السكان لخطر انتشار الأمراض والأوبئة، حيث لم يعد لديهم القدرة على الوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات صحية أساسية.

تتجلى المعاناة في قصص المدنيين، مثل قصة صحفي شاب من غزة الذي تهجر قسريًا 12 مرة منذ بدء الحرب. تحدث عن اضطراره للفرار من منزله مرارًا، تاركًا خلفه كل شيء، في كل مرة يتجدد القصف. وبينما يسعى سكان غزة للبقاء على قيد الحياة، يتراجع الاهتمام الدولي بحل أزمتهم، في ظل استمرار العنف وتواصل العمليات العسكرية.

ورغم أن حركة حماس تُصوِّر نفسها كحامية للشعب الفلسطيني، إلا أن الواقع على الأرض يكشف العكس. تُتهم حماس باستخدام البنية التحتية المدنية مثل المنازل والمستشفيات كمخابئ وأنفاق عسكرية، مما يعرض المدنيين لمزيد من الخطر. وبدلاً من حماية سكان غزة، يجد الناس أنفسهم محاصرين في مرمى النيران، دون أي ملاذ آمن يلجؤون إليه. هذا الصراع يفاقم الأزمة الإنسانية ويترك المدنيين لمواجهة المصير المظلم بمفردهم.

في هذا الوضع القاتم، يبقى السؤال: من سيحمي المدنيين في غزة؟ ومن سيستجيب لنداءات الأمهات والأطفال الذين فقدوا كل شيء؟ تتصاعد المعاناة، وتظل الحلول غائبة، بينما يتجاهل المجتمع الدولي محنة الشعب الذي يتوق إلى الأمان والسلام.