3 أغسطس، 2025
فلسطين

غزة.. بين الضياع واليأس: هل انتهى عهد حماس في حكم القطاع

تشهد الساحة الغزاوية تطورات متسارعة في ظل أزمة سياسية وأمنية خانقة، حيث تتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط حالة من اليأس والضياع. ومع غياب القيادة الفاعلة على الأرض، يشهد الشارع الغزاوي تراجعًا كبيرًا لدور حركة حماس، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الحكم في القطاع ودور الحركة في المرحلة القادمة.
الشارع الغزاوي.. معاناة متواصلة وضياع متزايد

في القطاع الذي يئن تحت وطأة الحرب والحصار، يعاني السكان من غياب الأمان وتدهور الأوضاع الإنسانية. معونات إنسانية قليلة تصل بصعوبة، لكنها وفق ما أفاد به السكان المحليون ومصادر إعلامية، تتعرض للسرقة والتلاعب في غياب رقابة فاعلة. المساعدات، التي من المفترض أن تخفف من معاناة الفقراء والمحتاجين، لا تصل إلى مستحقيها الحقيقيين، مما يعمق شعور الشارع الغزاوي بالضياع والإحباط.

تقول أم أحمد، وهي أم لخمسة أطفال، “لم نعد نثق بأي قيادة. معاناتنا تتزايد، والطعام الذي وعدونا به لا يصلنا”. كلماتها تعكس مأساة تتكرر في كثير من بيوت غزة، حيث انعدمت الثقة في القيادة الموجودة وبرزت الحاجة إلى تغيير جذري.
غروب عهد حماس؟

يرى المحللون أن حماس، التي حكمت القطاع لسنوات، تواجه اليوم اختبارًا مصيريًا. مع تضاؤل دورها في المشهد السياسي والعسكري، والتقارير التي تشير إلى ضغوط دولية متزايدة على حلفائها التقليديين كقطر، أصبحت الحركة في وضع لا تحسد عليه.

مصدر مقرب من الحركة نفى الأنباء التي ترددت مؤخرًا حول مغادرة قادتها قطر، مؤكدًا أن “الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لن تغير من مواقف حماس”. لكن مراقبين يرون أن الحركة فقدت السيطرة الفعلية على الأرض، مع تزايد الانتقادات الداخلية والدولية حول أدائها في إدارة القطاع.
هل هناك أمل في التغيير؟

مع تصاعد الدعوات لإيجاد قيادة جديدة، يتحدث مراقبون عن فرصة سانحة لتغيير الواقع في غزة. هذه القيادة الجديدة، إن وجدت، يجب أن تكون قادرة على تمثيل طموحات الشعب الفلسطيني، متخلية عن النزاعات الأيديولوجية التي شلت القطاع لسنوات.

المحلل السياسي إبراهيم أبو العلا يرى أن “الحل يكمن في قيادة تمثل الجميع، وليس فصيلاً واحداً. القطاع بحاجة إلى إدارة جديدة تعمل على تحسين حياة الناس بدلاً من تغليب الأجندات الخاصة”.
المجتمع الدولي ودوره في المرحلة الانتقالية

في ظل تراجع دور حماس، يُتوقع أن يلعب المجتمع الدولي، إلى جانب القوى الإقليمية، دورًا كبيرًا في صياغة المرحلة المقبلة. يتطلب هذا الدور رؤية سياسية شاملة تعتمد على معالجة القضايا الجذرية للصراع، مع التركيز على تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني.
هل تنتهي دائرة العنف؟

رغم القتامة التي تحيط بالمشهد، يرى البعض في هذه اللحظة فرصة لإحداث تغيير حقيقي. غياب حماس عن الساحة السياسية قد يفتح الباب أمام وسطاء جدد وأطراف محلية ودولية لإعادة رسم مستقبل القطاع. لكن تحقيق ذلك يتطلب تخلي الأطراف المعنية عن سياسة تحقيق المكاسب المطلقة والتركيز على وضع حد لمعاناة السكان.

قطاع غزة، الذي يعيش شعبه بين نار العنف واليأس، قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة. لكن نجاح هذه المرحلة يعتمد على قدرة الجميع على تجاوز خلافاتهم والعمل من أجل مستقبل مشترك أكثر استقرارًا وعدلاً.