11 يونيو، 2025
فلسطين

غزة تحت رحمة السنوار: سياسة تُفاقم المأساة الإنسانية

الوضع في غزة اليوم يفوق كل تصور، حيث باتت المدينة أشبه بمسرح دمار شامل، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. المباني المدمرة والبنية التحتية المتدهورة أصبحت صورة مألوفة في كل زاوية. ومع استمرار يحيى السنوار في قيادة حركة حماس، تزداد الأمور سوءًا. السنوار الذي يسعى إلى تعزيز سلطته بأي ثمن، يستخدم غزة كأداة لتحقيق مصالحه الشخصية، غير مكترث بالثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني.

تحت قيادته، تحولت غزة إلى ساحة صراع مستمر، حيث تستخدم حماس استراتيجيات تصعيدية تجر القطاع نحو مزيد من الدمار. التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، والتي تشمل تهديدات صريحة من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بمحو السنوار، تزيد من تعقيد الوضع، حيث يجد سكان غزة أنفسهم مرة أخرى محاصرين بين مطرقة التهديدات الخارجية وسندان السياسات الداخلية القمعية.

وفي ظل هذه الأوضاع المتأزمة، جاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليؤكد على أن تعيين السنوار في قيادة حماس يزيد من عزلة الحركة على الساحة الدولية ويقلل من فرص الحلول السلمية. بلينكن حذر من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تعميق الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر.

الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من حصار مزدوج: حصار خارجي من قبل الاحتلال الإسرائيلي وحصار داخلي بسبب السياسات القمعية التي تنتهجها قيادة حماس. هؤلاء السكان، الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والبطالة والدمار، باتوا رهائن لهذا الصراع السياسي الذي لا ينتهي. إنهم بحاجة إلى قيادة تسعى لتحقيق السلام والتنمية، وليس قيادة تضع مصالحها فوق مصلحة الشعب.

الوضع الحالي يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، ليس فقط لرفع الحصار عن غزة، ولكن أيضًا لمساءلة قادة حماس عن سياساتهم التي تدمر القطاع. على العالم أن يقف بجانب الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الحرجة، وأن يعمل على توفير الدعم اللازم لإعادة بناء غزة وضمان حياة كريمة لأهلها بعيدًا عن الصراعات والدمار.

ختامًا، يمكن القول إن غزة اليوم تقف على حافة الهاوية، حيث يهدد استمرار الوضع الحالي بمزيد من الكوارث الإنسانية. على قادة حماس أن يعيدوا النظر في سياساتهم ويضعوا مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وإلا فإن مستقبل غزة سيكون أكثر قتامة مما هو عليه الآن.