3 أغسطس، 2025
فلسطين

غزة ما بعد العدوان.. قراءة سياسية وعسكرية

انجلى غبار المواجهة الأخيرة التي جرت بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، بعد 5 أيام من العدوان الذي بدأه الاحتلال بسلسلة اغتيالات مباغتة لمجموعة من قيادات سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

المواجهة التي جاءت بعد نحو 9 أشهر فقط من معركة “وحدة الساحات”، التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي أيضًا باغتيال تيسير الجعبري أحد أبرز قادة سرايا القدس، أعادت إلى الأذهان سياسة الاغتيالات التي اتّبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال انتفاضة الأقصى.

اللافت أن هذه الاغتيالات جاءت بعد سلسلة تسريبات إعلامية إسرائيلية شهدتها الشهور الأخيرة، عن عزم المنظومة العسكرية توجيه ضربات عسكرية لقيادات المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان، في أعقاب تصاعد العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والداخل المحتل عام 1948.

ورغم أن الفصائل الفلسطينية اتخذت سلسلة من التدابير والاحتياطات الأمنية، إلا أن ذلك لم يمنع الاحتلال من تنفيذ هذه الاغتيالات، رغم الوساطات التي شهدتها الفترة من قبل مصر والأمم المتحدة وقطر، لتثبيت التهدئة وعدم اندلاع مواجهة جديدة.

في المقابل، شهدت هذه الجولة تنسيقًا عالي المستوى بين فصائل الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية التي تضمّ 12 ذراعًا عسكرية من مختلف الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس عبر ذراعها العسكرية كتائب الشهيد عز الدين القسام، خلال عملية الردّ.

ويمكن القول إن المقاومة الفلسطينية حققت إنجازًا، لأن حكومة الاحتلال رغم تفوق جيشها والاختلال الفادح في ميزان القوى لم تستطع كسر إرادتها، وحسم المعركة بالقضاء عليها، ولا الانتصار عبر تحقيق أهدافها بشكل واضح وساحق.

والدليل على ذلك أن الغرفة المشتركة وسرايا القدس لم تُكسر إرادتهما، ولم تخضع، ولم ترتدع، بل واصلتا إطلاق الصواريخ والقذائف حتى اللحظة الأخيرة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعته سرايا القدس، والذي تمثل في استشهاد 6 من أبرز أعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس، وقصف أهداف كثيرة تابعة لها، مع أنه لم يوجَّه لها ضربة قاصمة قاتلة.

وكان لافتًا خلال هذه الجولة السعي الإسرائيلي لزرع بذور الخلاف والفرقة بين حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، عبر محاولة التفرُّد بالأخيرة، وهو ما رفضته الأولى من خلال التأكيد على حضور الغرفة المشتركة في المشهد، والدعم السياسي الذي حظيت به الجهاد خلال أيام المواجهة.