غضب في غزة: احتجاجات على غلاء الأسعار ومطالبات بمحاسبة أصحاب النفوذ
يشهد قطاع غزة موجة احتجاجات شعبية، حيث أقدم مواطنون غاضبون في جنوب القطاع ووسطه على إغلاق الأسواق في وجه التجار، تعبيرًا عن استيائهم من الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية. يأتي هذا الحراك وسط اتهامات لأصحاب النفوذ في الجهات الحكومية، وخاصة من داخل حماس، بفرض ضرائب مرتفعة على السلع، مما دفع بالتجار إلى رفع الأسعار بشكلٍ جنوني، وهو ما عمّق أزمة المعيشة في قطاع يعاني من حصار طويل الأمد وتدهور اقتصادي مستمر.
إغلاق الأسواق.. خطوة احتجاجية مؤثرة
استجابة لدعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خرج المواطنون إلى الأسواق والبسطات الشعبية، خاصة في مناطق النزوح بوسط وجنوب القطاع، وأجبروا أصحاب المحال على إغلاقها. خطوة إغلاق الأسواق جاءت كمحاولة للضغط على التجار لخفض الأسعار التي فاقت قدرة السكان على تحملها، في وقت يعاني فيه الغزيون من ارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة.
الضرائب والأثمان الباهظة.. الحلقة المفرغة
يرى المحتجون أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار يعود إلى فرض ضرائب مرتفعة من قبل الجهات الحاكمة في القطاع، الأمر الذي استغله التجار لزيادة الأسعار إلى مستويات غير معقولة. كما أشار المواطنون إلى أن هذه الأوضاع خلقت فجوة واسعة بينهم وبين التجار، وسط غياب رقابة فعّالة من السلطات، ما جعل البعض يعتبر أن هذه السياسات لا تخدم إلا فئة محددة على حساب عموم الشعب.
دعوات لحل المشكلة من جذورها
أمام هذا الوضع المتدهور، أطلق العديد من النشطاء والشيوخ في غزة دعوات لتوجيه الاحتجاجات نحو الجهات التي تفرض هذه الضرائب. واعتبر هؤلاء أن الحل يكمن في مواجهة السياسات التي تتخذها السلطات وتثقل كاهل المواطن، محملين حماس المسؤولية عن تدهور الأوضاع المعيشية. وتوسعت هذه الدعوات لتشمل مطالبات بتنظيم تظاهرات في جميع أنحاء القطاع وليس فقط في رفح، من أجل إيصال رسالة شعبية موحدة تعبر عن رفض المواطنين لتحميلهم أعباء اقتصادية هم في غنى عنها.
أسعار خيالية وصراع البقاء
مع غياب الرقابة، سجلت أسعار السلع الأساسية في غزة ارتفاعات صادمة، فقد وصل سعر كيلو البصل، في حال توفره، إلى 60 شيكلًا، في حين ارتفع سعر الملوخية إلى 20 شيكلًا للكيلو، بينما يُباع الخيار بـ20 شيكلًا، وسجل كيلو البامية سعر 100 شيكل، في وقت يعجز فيه معظم سكان القطاع عن توفير أبسط احتياجاتهم اليومية.
استعداد لتحركات أوسع
تزامنًا مع موجة الغضب في جنوب القطاع، بدأت الدعوات تتسع لتشمل مناطق أخرى، إذ كتب ناشطون في شمال القطاع على منصات التواصل الاجتماعي رسائل تحث المواطنين على اتخاذ خطوات مماثلة، والدعوة إلى “يوم غضب” شامل الخميس المقبل. وطالب الداعون إلى هذه الحملة بإغلاق كافة المحلات ومنع حركة البيع والشراء حتى يتم خفض الأسعار، محذرين من أن هذه الاحتجاجات لن تتوقف حتى تتحقق مطالب الشعب.
أزمة الغذاء تزداد تعقيدًا
في ظل هذا الوضع المتأزم، أفادت التقارير الدولية أن قطاع غزة يعاني من مستويات غير مسبوقة من الفقر، حيث أشار البنك الدولي إلى أن نسبة الفقر في القطاع بلغت 100%، وأن التضخم تجاوز 250% بسبب تداعيات الحصار والحرب. ومع تشديد الاحتلال للقيود على المعابر، تزايدت أزمة نقص المواد الغذائية، ما أجبر العديد من العائلات على الاعتماد على وجبات بسيطة كالبقوليات والخبز، مما أثر على صحتهم وسلامتهم.