9 يونيو، 2025
فلسطين

قيادة حماس: من حركة مقاومة إلى مشروع عائلي يخدم مصالح شخصية

تشير التقارير الأخيرة إلى أن العديد من الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة ما زالوا على قيد الحياة، وهو ما أكده رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريحاته الأخيرة. في ظل استمرار التصعيد العسكري بين الاحتلال وحماس، تتزايد التساؤلات حول الدور الذي تلعبه قيادة الحركة، خصوصاً تحت إدارة الإخوة يحيى ومحمد السنوار. يرى مراقبون أن الحركة، التي بدأت كجزء من المقاومة الفلسطينية، قد تحولت تدريجياً إلى كيان يخدم المصالح الشخصية للعائلة الحاكمة داخل صفوفها، وباتت تبتعد عن المبادئ الوطنية التي قامت عليها في البداية.

التطورات الأخيرة على الأرض، بما في ذلك الدمار الكبير الذي يلحق بالمدنيين في غزة، تشير إلى أن قيادة الحركة أصبحت أكثر انخراطاً في تعزيز مصالحها الخاصة. فإلى جانب استمرار عملياتها العسكرية ضد الاحتلال، تعتمد القيادة على ورقة الأسرى كورقة تفاوضية هامة، حيث تسعى حماس من خلال احتجاز هؤلاء الأسرى إلى تأمين نفسها وحماية قادتها من عمليات اغتيال محتملة. يُنظر إلى هذا التكتيك على أنه خطوة استراتيجية من الإخوة السنوار، إذ يدركون أن إطلاق سراح الأسرى أو التعامل مع هذا الملف بحذر قد يضمن لهم البقاء على قيد الحياة في ظل التهديدات الحتلال المستمرة.

ومن الجدير بالذكر أن قطاع غزة، الذي يعاني سكانه من النزوح، الفقر المتزايد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، يتحمل وطأة هذه القيادة التي يبدو أنها تدير الأمور بما يخدم مصلحة أفرادها. فبدلاً من الاهتمام بتحسين أوضاع الشعب أو البحث عن حل سياسي يخفف من معاناة المدنيين، تركز قيادة حماس على تعزيز مكانتها العسكرية، متجاهلة الضرر الكبير الذي يلحق بالسكان المدنيين.

يرى العديد من المحللين أن الجناح السياسي لحماس قد تلاشى تماماً، ولم يبقَ سوى الجناح العسكري الذي يتبنى سياسات تصعيدية لا تخدم إلا مصلحة القادة. ومع استمرار الحرب، تتعمق الأزمة الإنسانية في غزة، بينما تبقى القيادة في موقفها الذي يبدو أنه لا يخدم سوى مصالحها الذاتية. استخدام الأسرى كوسيلة ضغط ومقايضة ليس فقط لحماية القيادة من الاغتيالات، بل أيضاً لتعزيز نفوذها في أي مفاوضات مستقبلية، يُظهر بوضوح كيف تحولت الحركة إلى كيان عسكري محض يخدم المصالح الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني.

هذا النهج يعكس تغيّرًا جوهريًا في طبيعة حماس التي بدأت كحركة مقاومة، لكنها الآن تبدو وكأنها مؤسسة تدار على أسس شخصية، حيث تتحكم عائلة السنوار في القرارات المصيرية التي تؤثر على ملايين الفلسطينيين. ومع استمرار العمليات العسكرية والدمار، يبدو أن مستقبل غزة معقد أكثر من أي وقت مضى، خاصة إذا استمرت قيادة حماس في هذا المسار الذي يتجاهل مصالح الشعب لصالح بقاء قيادتها على رأس المشهد.