9 يونيو، 2025
فلسطين

مأساة جديدة أشد من نكبة 1948

على الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة 1948، التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وفقدانهم لأراضيهم وهويتهم الوطنية، يعيش الفلسطينيون اليوم نكبة جديدة بدأت في 7 أكتوبر 2023. تُعد هذه النكبة أكثر قسوة في أعين الكثيرين بسبب حجم الدمار والدماء التي شهدها قطاع غزة، ما جعل الفلسطينيين يشعرون بأنهم يواجهون مجددًا مأساة أشد وطأة.

نكبة 1948 كانت بداية فقدان الأرض والهوية السياسية، أما نكبة 7 أكتوبر فقد جلبت معها دمارًا شاملًا لقطاع غزة. آلاف المنازل دُمرت، الآلاف قُتلوا، وعشرات الآلاف أصيبوا. المشاهد التي عاشها الفلسطينيون في غزة تُظهر دمارًا لم يسبق له مثيل. المناطق التي كانت مأهولة بالسكان أصبحت أنقاضًا، والأسواق خلت من البضائع، فيما بدأت المجاعة تهدد حياة من تبقى من السكان.

ما يميز نكبة أكتوبر عن نكبة 1948 هو أن الفلسطينيين، على الرغم من جميع المعاناة، لم يختاروا النزوح، بل رفضوا ترك منازلهم، حتى وإن كانت مدمرة. هذا الصمود يعكس إدراكًا عميقًا لما يعنيه فقدان الأرض مرة أخرى، ولكنه أيضًا يكشف عن حجم المعاناة التي يعانيها الناس يوميًا في ظل انعدام أساسيات الحياة.

منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، أُجبرت آلاف العائلات على العيش كنازحين داخل غزة. الحياة اليومية أصبحت كفاحًا من أجل البقاء، حيث يقف الناس في طوابير للحصول على الخبز والماء، بينما يعانون من نقص حاد في الحاجات الأساسية كالأدوية وحليب الأطفال. الأمر الذي أدى إلى حالة قريبة من المجاعة، وسط مشاهد من القتل والدمار لم يرها الفلسطينيون منذ نكبة 1948.

اليوم، يشهد الفلسطينيون نكبة جديدة يصفها الكثيرون بأنها أسوأ من الأولى. فهي ليست فقط تدميرًا للمنازل والبنى التحتية، بل إنها جرحٌ جديد في ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من تبعات النكبة الأولى.