4 أغسطس، 2025
فلسطين

مزاعم الأجندات الخارجية في الصراعات الداخلية: اتهامات فتح للحكومة غزة الحالي

في ظل الديناميكيات المعقدة للسياسة الفلسطينية، تبرز الاتهامات بتأثير الأجندات الخارجية كنقطة خلافية بين فتح وحكومة غزة الحالية، الفصيلين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية. فتح، التي قادت السلطة الفلسطينية لعقود، تتهم حكومة غزة الحالية بالعمل وفقاً لمصالح خارجية، خاصة إيران، وتقول إن هذا يعرقل الجهود نحو الوحدة الوطنية ويقوض القضية الفلسطينية. من جهتها، تنفي الحكومة الحالية بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة على التزامها بالقضية الوطنية واستقلال قرارها، رغم العلاقة الاستراتيجية مع إيران.

هذا الصراع الكلامي ليس بجديد، إذ يعكس عمق الانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني ويسلط الضوء على التدخلات الأجنبية في الشؤون الفلسطينية، التي لطالما كانت موضوعاً للجدل. الاتهامات من فتح تعتمد على سجل طويل من العلاقات بين المقاومة وإيران، تشمل الدعم المالي والعسكري، بينما تستمر المقاومة في الدفاع عن نفسها بالتأكيد على سيادة قرارها.

التأثيرات الأوسع لهذه الاتهامات تمتد إلى العلاقات الإقليمية والدولية، مما يزيد من التوترات مع الدول التي تعتبر إيران تهديداً، ويضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني مع إسرائيل. كما أنها تسهم في تفاقم الانقسامات داخل الشعب الفلسطيني نفسه، مما يعرقل الجهود نحو المصالحة والوحدة.

في نهاية المطاف، هذه الاتهامات والدفاعات تعكس الطبيعة المعقدة للسياسة الفلسطينية، حيث يستخدم كل طرف الخطاب لنزع شرعية الآخر وتعزيز موقفه. الخطوة الأساسية لتجاوز هذه الادعاءات تكمن في بناء الثقة والوحدة داخل الساحة الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب تجاوز الخلافات والتركيز على المصالح المشتركة للشعب الفلسطيني.