3 أغسطس، 2025
فلسطين

معاناة لا تنتهي شعب غزة بين أنياب الحرب والحصار بعد حظر الأونروا

في ظل الحرب المستمرة التي تعصف بقطاع غزة، يعيش الشعب الغزِّي أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث تتجلى صور المعاناة بأبشع أشكالها. قرار إسرائيل الأخير بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يزيد من وطأة هذا العذاب، خاصة وأن هذه الوكالة تُعد شريان حياة أساسي للغزيين، إذ تقدم لهم المساعدات الحيوية في ظل حصار مستمر وضربات عسكرية لا هوادة فيها.
الواقع المأساوي للقطاع

يتعرض قطاع غزة منذ بداية الحرب المستعرة لنقص شديد في كافة المواد الأساسية اللازمة للبقاء، من غذاء وماء ودواء، فضلًا عن الوقود والطاقة. هذا الوضع المأساوي دفع بالأمم المتحدة ومنظماتها إلى إطلاق تحذيرات عديدة حول خطورة ما يحدث، خاصة في شمال غزة حيث تكثّف إسرائيل عملياتها العسكرية. ووصفت منظمات الإغاثة الدولية هذا الوضع بـ”الكارثي”، محذرة من خطر الموت الوشيك الذي يتهدد مئات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، نتيجة نقص الإمدادات الطبية والغذائية.
انقطاع المساعدات وزيادة الحصار

إلغاء اتفاقية عمل الأونروا في غزة والضفة يعكس إصرار إسرائيل على خنق القطاع، بالرغم من تحذيرات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ومع غياب الأونروا عن المشهد، يصبح قطاع غزة أكثر عزلة ويزداد اعتماد سكانه على جهود محدودة تقوم بها بعض المنظمات الإنسانية، والتي غالبًا ما تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى المتضررين نتيجة القيود الإسرائيلية. ورغم تعهد إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات عبر وكالات أممية أخرى، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، إذ تتعاظم معاناة الشعب الغزِّي يومًا بعد يوم وسط شحٍ شديد في المواد الأساسية وصعوبة بالغة في توفير الاحتياجات الإنسانية.
تداعيات كارثية للقرار

قرار الكنيست الإسرائيلي حظر أنشطة الأونروا ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة. فالأونروا لم تكن مجرد وكالة تقدم الغذاء والإغاثة، بل كانت تُعتبر مصدرًا للطمأنينة والاستقرار النسبي للكثير من العائلات التي تعتمد عليها في تلبية احتياجاتها الأساسية. وفي ظل هذا القرار، ستتزايد معدلات الفقر والجوع والمرض، حيث يعاني القطاع الصحي أيضًا من ضغط هائل نتيجة نقص الإمدادات الطبية واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية.
إلقاء اللوم والمسؤولية

في مواجهة هذا الواقع القاسي، تلقي إسرائيل باللائمة على حركة حماس، متهمةً إياها بالاستيلاء على المساعدات. إلا أن هذه التهم نفتها الحركة، معتبرة أن إسرائيل هي المسؤولة الأساسية عن هذا النقص نتيجة سياسات الحصار والتجويع التي تنتهجها. وتتواصل اتهامات المجتمع الدولي لإسرائيل باتباع سياسة تجويع ممنهجة تهدف إلى إضعاف المجتمع الفلسطيني وإخضاعه.
شعب غزة بين الموت والأمل

رغم كل العذابات، يظل شعب غزة صامدًا، متحديًا كل الصعاب والمخاطر. لكن مع كل يوم يمرّ، تتزايد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني ووصوله إلى مرحلة لا يمكن معها احتواء الأزمة. ففي ظل غياب الحلول وتراجع المجتمع الدولي عن التدخل الجدي، يبقى الأمل الوحيد في صمود الغزيين وقدرتهم على التحمل، وإن كان هذا الصمود يكلّفهم حياتهم وكرامتهم.