9 يونيو، 2025
فلسطين

معرض في غزة يتيح لطلاب فلسطينيين فرصة ولوج عالم التكنولوجيا

دخل نحو 250 طالبا من غزة عالم التكنولوجيا من خلال ابتكارهم 80 مشروعا تقنيا في خطوة هي الأولى من نوعها من شأنها أن تسهل في المستقبل حياة سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

وعرض الطلاب، الذين جرى تقسيمهم إلى مجموعات، مشاريعهم الفنية في قاعة كبيرة في مدينة غزة ضمن معرض حمل اسم “المتميزون.. طلاب من المستقبل” الذي أقامته مدرسة المتميزون الحديثة للعام الثاني على التوالي.

ويقول محمود سعد أحد منظمي المعرض لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المدرسة أطلقت هذا المعرض الفني لتشجيع الطلبة على تقديم مشاريعهم التكنولوجية المبتكرة والمتقدمة للمجتمع المحلي.

وتتناول المشاريع التقنية الذكاء الاصطناعي وبرمجة المواقع الإلكترونية والألعاب والصحة العامة والروبوتات ذات التخصصات المختلفة وعلوم الفضاء وغيرها من القضايا التي من شأنها تسهيل الحياة للسكان في القطاع، بحسب سعد.

ويوضح سعد أن صناعة المشاريع المشاركة في المعرض تمر بعدة خطوات تبدأ بدراسة أزمات يعاني منها الشعب الفلسطيني، حيث يبدأ الطلاب في البحث وعمل نماذج صغيرة تحاكي تلك المشاكل من أجل الوصول إلى طريقة لحلها.

وشارك سامي خضر وفريقه المكون من ثلاثة أعضاء في المعرض من خلال مشروعهم “الزراعة الهوائية” والتي من شأنها مساعدة الناس على التغلب على مشاكل الزراعة المعقدة في غزة.

وتتمثل المشكلة الرئيسية التي تواجه المزارعين المحليين وكذلك أولئك الذين يفضلون الزراعة في ساحاتهم الخاصة داخل منازلهم، في نقص الأماكن التي يمكن زراعتها بالمزيد من المحاصيل، بالإضافة إلى ملوحة المياه التي ستضر بالمحاصيل الزراعية.

ويقول خضر لـ ((شينخوا)) إن الكثافة السكانية والتوسع العمراني في قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، تسببا في تقليص مساحة الأراضي الزراعية، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي.

ويضيف خضر أن “ارتفاع نسبة ملوحة المياه في القطاع المطل على ساحل بحر المتوسط يؤدي إلى قتل أو إفساد المحاصيل الزراعية وجعلها غير صالحة للغذاء”.

ويتابع الطالب في الصف السادس “قررنا إنشاء مشروع زراعة الزراعة الهوائية لتعليم الآخرين العملية الزراعية بدون تربة”.

وتعتمد الزراعة الهوائية على إنشاء أنابيب بلاستيكية عمودية متعددة الطوابق، ويجري فصل الأرضيات بواسطة حلقات يتم ربط النباتات عليها بحيث يتم الاحتفاظ بالجذور في وسط نمو بدون تربة.

وتغذي الأنظمة الهوائية النباتات عن طريق رش الجذور، حيث يتم ضخ المياه المحملة بالمغذيات بشكل دوري من خلال مرشات مصممة خصيصًا لهذه المهمة.

ويوضح خضر أن طريقة الزراعة هذه ستوفر 98 % من المياه المستخدمة في الري، مما يضمن الحفاظ على المطلوب، بالإضافة إلى جودة المنتج من حيث الحجم وسلامة الغذاء.

وعلى مقربة من الطالب خضر، تقف زميلته زينة حرب مع فريقها المكون من ثلاثة أعضاء أمام مشروعهم “ماسحة السبورة الذكية” لتقديمه إلى الزائرين للمعرض.

وتقول زينة الطالبة في الصف الخامس الابتدائي لـ ((شينخوا)) إن البرنامج عبارة عن لوحة بيضاء مرتبطة بمنطقة يتم تشغيلها من خلال مولد صغير خاص بها، حيث يحصل كل معلم على بطاقة ذكية تعمل بالترددات الكهرومغناطيسية لاستخدامها بسهولة.

وجاءت الفكرة لأعضاء الفريق بعدما لاحظوا أن المدرسين في الفصول يطلبون من طلابهم محو السبورة وقد تبقى بقايا الحبر الناتج عن الكتابة على أيديهم وقد ينسون غسلها قبل تناول وجبة الطعام عند عودتهم إلى المنزل، ما يتسبب في تعرضهم للأمراض.

ويطمح فريقا خضر وحرب في إنشاء شركتيهما بعد التخرج في الجامعات وتقديم منتجات تقنية تحقق دخلا وتساعد غالبية أفراد المجتمع مما يضمن لهم حياة أسهل وأنظف وأكثر أمانا.

ولاقى المعرض التكنولوجي إقبالا كبيرا من الحاضرين الذين أشادوا بابتكارات الطلبة.

وأشادت ريم عوض، معلمة كيمياء مقيمة في غزة، بالمعرض، قائلة: “أنا سعيدة للغاية بزيارة مثل هذا المعرض التقني كونه يساعدنا حقا في أن نظهر للعالم أن أطفال غزة لديهم مواهب وطاقات متنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وقالت ريم (36 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال لـ ((شينخوا)): “من الجيد أن تهتم مدارسنا بالتطور العلمي للطلاب، وخاصة فئة الأطفال، لتأهيلهم ليصبحوا مفيدين لمجتمعهم في المستقبل”.