9 يونيو، 2025
فلسطين

مقتل السنوار: مرحلة جديدة في الحرب على غزة وتوقعات بتكثيف الجهود الدبلوماسية

قطاع غزة – يشهد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس مرحلة جديدة بعد إعلان إسرائيل عن مقتل زعيم الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، المطلوب الأول منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023. هذا التطور يعتبره الخبراء نقطة تحول حاسمة في الحرب المستمرة، ويأتي في وقت تتزايد فيه الجهود الدولية لإنهاء النزاع الدامي وإيجاد حلول تضع حدًا للعنف المستمر.


أثر مقتل السنوار على حماس

يرى محللون أن مقتل السنوار سيترك فراغًا في قيادة حماس، التي خسرت خلال الأشهر الماضية العديد من قادتها البارزين. وبحسب أحمد رفيق عوض، رئيس “مركز القدس للدراسات”، فإن الحركة ستواجه تحديات كبيرة في سد هذه الثغرات على مستوى القيادة، ما قد يؤثر على قدرتها في تنظيم العمليات العسكرية واتخاذ القرارات.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع عوض أن مقتل السنوار سيفاقم حالة “عدم الاستقرار داخل صفوفها”، وقد يدفع بعض عناصر الحركة إلى الاستسلام أو الهروب أو حتى الانسحاب من مواقعهم بسبب الارتباك الذي قد يحدث في القيادة. هذا التشتت قد يؤدي إلى تراجع في التنسيق العملياتي، مما يمنح إسرائيل فرصة لزيادة الضغط على الحركة.


توقعات السكان في غزة

في ظل استمرار القصف والأوضاع المتوترة، يبقى السكان في غزة بين آمال حذرة بوقف الحرب وتخوفات من التصعيد. يشعر العديد من الغزيين أن التطورات الأخيرة قد تدفع الأطراف الدولية لتكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء النزاع، إلا أن المخاوف من استمرار التصعيد تبقى حاضرة. يأمل البعض أن تكون هذه اللحظة فرصة لدفع المجتمع الدولي للعمل على وضع حد للحرب وإعادة إعمار ما دمرته العمليات العسكرية.


تأثير مقتل السنوار على إسرائيل

من الجانب الإسرائيلي، يمثل مقتل السنوار إنجازًا سياسيًا وعسكريًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتعزيز موقفه وسط الأزمات الداخلية. يرى خالد خليل، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن هذا التطور قد يمنح الحكومة الإسرائيلية دفعة سياسية، لكنه قد يعقد أيضًا ملف الرهائن، ويزيد من الضغوط على القيادة الإسرائيلية لإيجاد حلول سريعة لإطلاق سراحهم.

يشير المحلل السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن إلى أن مقتل السنوار قد يُشكل فرصة لإسرائيل لتهدئة وتيرة الهجمات العسكرية، خاصة إذا ما تمكنت الجهود الدبلوماسية من تحقيق تقدم في المفاوضات بشأن غزة. ويؤكد شتيرن أن المرحلة المقبلة ستكون “حاسمة”، نظرًا لتعقيد الوضع المتعلق بالرهائن ومستقبل القطاع.


آفاق الحلول

في ظل هذه التطورات، تظل الأنظار متجهة نحو الجهود الدولية والإقليمية لتخفيف حدة التوتر. العديد من المراقبين يرون أن مقتل السنوار قد يفتح الباب أمام فرص دبلوماسية جديدة، مع احتمال التوصل إلى هدنة أو اتفاق يعيد الأمل لسكان غزة بإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية.

ويبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن المجتمع الدولي من استغلال هذه اللحظة لتحقيق سلام مستدام، أم أن الصراع سيستمر في التصاعد؟