4 أغسطس، 2025
فلسطين

السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها على حركة حماس

تشهد الأحداث في قطاع غزة تطورات متسارعة، حيث استطاع الجيش الإسرائيلي السيطرة على نقاط استراتيجية رئيسية في القطاع، بما في ذلك معبر رفح والممرات الحيوية والأحياء السكنية. هذه السيطرة العسكرية المتزايدة تضع حركة حماس في موقف حرج للغاية، حيث تفقد الحركة قدرتها على السيطرة على الأمور بشكل تدريجي. في هذا السياق، يتصاعد الحديث حول خطورة الوضع على وجود حماس في القطاع، خاصة بعد عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات بارزة في الحركة.

السيطرة على القطاع والنتائج العسكرية

منذ بداية العمليات العسكرية الأخيرة، ركز الجيش الإسرائيلي جهوده على السيطرة على النقاط الرئيسية في قطاع غزة. كانت هذه الاستراتيجية واضحة من خلال الهجمات المركزة على معبر رفح والممرات والأحياء السكنية، مما أدى إلى تقويض قدرة حماس على التحرك والتنسيق داخل القطاع. السيطرة على معبر رفح على وجه الخصوص تعني قطع شريان حياة أساسي يربط غزة بالعالم الخارجي، مما يضع ضغوطاً إضافية على الحركة من الناحية اللوجستية والاقتصادية.

الاغتيالات وتأثيرها على حماس

تزامناً مع السيطرة العسكرية، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من العمليات النوعية استهدفت قيادات عسكرية بارزة في حماس. أبرز هذه العمليات كان اغتيال رافع سلامة، أحد القيادات الميدانية الهامة. بالإضافة إلى ذلك، تزايدت المؤشرات حول استشهاد محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، وهو ما زلزل الوضع داخل حماس.

وفقاً للقناة الـ14 الإسرائيلية، حصل المستوى العسكري الإسرائيلي على تأكيدات بمقتل محمد الضيف، رغم أن حماس لا تزال تنفي ذلك. هذا الجدل حول مصير الضيف يعكس حالة من الارتباك داخل حماس، ويظهر مدى تأثير هذه الاغتيالات على بنية الحركة وقدرتها على الصمود.

تبعات مقتل محمد الضيف

مصير محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب القسام، أصبح نقطة محورية في الصراع. بحسب تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإن المؤشرات تزداد حول نجاح عملية القضاء على الضيف، رغم أن حماس لم تعلن رسمياً عن مصيره. الرواية الإسرائيلية تشير إلى أن الضيف كان متواجداً بجانب رافع سلامة لحظة الاستهداف، وأنه تم سحبه إلى نفق تحت الأرض بدلاً من نقله إلى المستشفى، مما يزيد من الغموض حول مصيره.

تداعيات الوضع على حماس

تواجه حماس الآن تحدياً وجودياً حقيقياً، حيث تتعرض لضغوط عسكرية هائلة مع فقدان السيطرة على نقاط استراتيجية واغتيال قياداتها. إصرار حكومة نتنياهو على معرفة مصير الضيف يعكس رغبتها في تحقيق نصر معنوي يقلل من الضغوط الداخلية عليها، خصوصاً وأن الضيف يعد العقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر. في المقابل، تسعى حماس إلى الحفاظ على غموض مصير الضيف كوسيلة لتجنب إظهار ضعفها والحفاظ على معنويات عناصرها.

تظل الأحداث في قطاع غزة مرشحة لمزيد من التصعيد، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والتركيز على قيادات حماس. في ظل هذه الظروف، تبقى الحركة أمام تحديات جسيمة تتطلب منها إعادة تقييم استراتيجياتها وقدرتها على الصمود في مواجهة التصعيد الإسرائيلي. السيناريوهات القادمة قد تشهد تطورات دراماتيكية تعتمد على مدى قدرة حماس على التكيف مع الوضع الراهن والرد على العمليات الإسرائيلية المستمرة.