غزاويين مستائون: القيادة التي تختبئ بين المدنيين
في خضم التصعيد المستمر بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في غزة، تتصاعد الانتقادات الموجهة إلى قيادة حماس، وخاصةً يحيى السنوار ومحمد ضيف، بسبب تكتيكاتها العسكرية التي تضع حياة المدنيين في خطر. يُتهم هؤلاء القادة بالاختباء في مناطق مكتظة بالسكان، مما يجعل من الصعب على قوات الاحتلال استهدافهم دون أن تُلحق أضرارًا جسيمة بالمدنيين.
حادثة اغتيال محمد ضيف ورافع سلامة
في 13 يوليو 2024، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربة جوية كبيرة استهدفت محمد ضيف، القائد العسكري البارز في حماس، ورافع سلامة، أحد كبار قادة الحركة، في خان يونس جنوب غزة. هذه العملية، التي كانت تهدف إلى تصفية ضيف، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا وإصابة 300 آخرين، معظمهم من المدنيين الذين كانوا قد لجأوا إلى المنطقة التي يُعتقد أنها آمنة نسبيًا.
تقارير متعددة أشارت إلى أن ضيف وسلامة كانا يختبئان في منطقة مكتظة بالنازحين المدنيين، الذين لجأوا إلى هذه المنطقة هربًا من العنف الدائر في مناطق أخرى من غزة. كانت المنطقة المستهدفة محاطة بالمنازل والمرافق المدنية، وهو ما جعل من العملية الإسرائيلية كارثة إنسانية. الاحتلال برر الضربة بأن القيادات المستهدفة تستخدم المدنيين كغطاء، وهو ما أثار موجة من الانتقادات الدولية ضد حماس، التي اتُهمت بأنها تضع مصالحها العسكرية فوق حياة المدنيين.
استخدام المدنيين كدروع بشرية
حماس تتبنى سياسة استخدام المدنيين كدروع بشرية منذ سنوات، وهو تكتيك يصعب على قوات الاحتلال استهداف قادتها دون التسبب في خسائر بشرية كبيرة. يُعد محمد ضيف من أبرز القادة الذين اتبعوا هذا النهج، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال سابقة بفضل هذه الاستراتيجية. ولكن في هذه المحاولة الأخيرة، تم تنفيذ ضربة دقيقة باستخدام قنابل عالية القوة، مما أدى إلى مقتل العشرات من الأبرياء إلى جانب المستهدفين الرئيسيين.
تداعيات على الوضع الإنساني والدولي
هذا الهجوم وما خلفه من ضحايا يسلط الضوء على الوضع الكارثي الذي تعيشه غزة، حيث يعاني السكان من الفقر، البطالة، ونقص الخدمات الأساسية. وفي الوقت الذي تزداد فيه معاناة المدنيين، تتزايد الضغوط الدولية على حماس لوقف استخدام المدنيين كأدوات في صراعها مع الاحتلال. ويؤدي استمرار هذا النهج إلى تقويض الدعم الدولي الذي كانت الحركة تعتمد عليه في الماضي، ويزيد من عزلة القيادة السياسية والعسكرية لحماس داخليًا ودوليًا.
الخلاصة
تُظهر الأحداث الأخيرة أن استمرار قيادة حماس في استخدام المدنيين كدروع بشرية قد يؤدي إلى عواقب كارثية على الحركة وعلى السكان في غزة على حد سواء. ومع استمرار الصراع، تظل حياة الأبرياء في خطر، وتزداد الحاجة إلى حلول سياسية تضمن حماية المدنيين وتخفيف معاناتهم. حماس اليوم أمام خيار صعب: إما أن تغير استراتيجيتها العسكرية أو تستمر في مواجهة الانتقادات المتزايدة وفقدان الدعم، ما قد يعجل بنهاية حكمها في غزة.