10 يونيو، 2025
فلسطين

أهوال في غرف التحقيق: مقاطع تعذيب تثير الرعب في غزة

غزة – أحدثت مقاطع الفيديو التي توثق تعذيبًا داخل غرف التحقيق في قطاع غزة صدمة واسعة بين سكان القطاع. المقاطع، التي أظهرت بعضًا من أساليب التعذيب التي تعرض لها معتقلون، أثارت موجة من الأسى والغضب بين أهالي غزة، الذين باتوا يواجهون حقيقة مؤلمة عن ممارسات تجري في الخفاء.

أحد المحامين البارزين في غزة، والذي مرّ بتجربة شخصية مشابهة، وصف هذه المقاطع بأنها جزء من منظومة التعذيب التي تم تأسيسها لقمع المعارضين والحفاظ على السيطرة. قال المحامي، “لقد تم إنشاء شبكة كاملة من غرف التعذيب وأساليب التحقيق، حيث تُصنّف السلطات في غزة المواطنين كموالين أو أعداء، وتستهدف كل من يحاول الاعتراض أو الانتقاد.”

التقارير أكدت أن النظام القائم يصنّف السكان إلى أربع فئات: “محايد” وهو من لا ينتمي لأي جهة، “مؤيد” وهو من يدعم النظام، “عدو” وهم غالبًا من مؤيدي الفصائل الأخرى، و”أخ” وهم المخلصون للسلطة القائمة الذين يعتبرون حكمها الأفضل. بناءً على هذا التصنيف، تقرر الجهات المعنية درجة المعاملة التي يتعرض لها المواطن، وصولًا إلى التعذيب في بعض الحالات.

وقد ازدادت حدة الغضب بعد نشر مقاطع التعذيب التي أظهرت معاناة بعض المعتقلين أثناء استجوابهم. يقول أحد الشهود إن المعتقلين كانوا يُجبَرون على الجلوس على كراسي صغيرة ووُضعت أكياس على رؤوسهم، مع تخصيص رقم لكل منهم بدلًا من اسمه. في إحدى الحالات، أُجبر أحد المعتقلين على الوقوف على ساق واحدة، وإذا حرك الأخرى، كان يُضرب بعصا خشبية.

وبحسب السكان المحليين، فإن ممارسات الاستجواب هذه لا تقتصر فقط على المعارضين؛ بل تشمل أيضًا العائدين من السفر أو الذين يزورون الأراضي المحتلة للعلاج أو العمل، حيث يتعرضون للتحقيق عند عودتهم ويتم استجوابهم حول أسباب السفر ونشاطاتهم.

هذه المشاهد تذكّر سكان غزة بتجارب سابقة ومآسٍ مشابهة، حيث اعتبر البعض أن نشر هذه المقاطع يفتح جروحًا قديمة ويبرز الحاجة الملحّة لإنهاء هذه الممارسات التي تُثقل كاهل السكان وتزيد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

أمام هذا الواقع، يتساءل العديد من أهالي القطاع عن مصيرهم في ظل هذه الأوضاع التي لا تبدو أنها تتجه نحو التحسن